هو

۱۲۱

 

ماالتّصوف

 

به قلم حضرت آقاي حاج سلطانحسين تابنده «رضاعليشاه» طاب ثراه در مجله المسلم مصر به‏چاپ رسيده است.

نقل از رساله باب ولايت و راه هدايت / تأليف جناب آقاي سيّد هبةاللَّه جذبي اصفهاني. ويرايش ۳. تهران: انتشارات حقيقت، ۱۳۸۱. چاپ چهارم.

 

ماالتصوّف  قد ذكر للتصوّف تعريفات مختلفة من العلماء والفلاسفة ترجع‏ كلها الي‏ معني ‏واحد و حقيقة واحدة.

عباراتنا شتّي و حسنك واحد       و كلّ الي ذاك الجمال يشير

 لانّ التصوّف عبارة عن سلوك النفس الانسانية لطلب الحقيقة والوصول اليها و بعبارة اخري ارتباط القلب مع اللَّه و تفويض الامور اليه.

 و قد ورد من فلاسفة الاروب ايضاً عبارات متفاوتة في تعريفها، منها قول كانت (۴۴) الفيلسوف الالماني فانّه يعتقد انّ التصوّف عبارة عن شهود الحق في جميع الموجودات فانّه يطلق كلمة تئوزوفيا علي مذهب من يقول انّه مشاهدة الحق في جميع المخلوقات لكن هذا تعريف للدرجة العالية من التصوّف و الغاية القصوي منه فقط، فانّ غاية التصوّف استكمال النفس حتّي تبلغ الي درجة الشهود وترتقي فيها بحيث لا تشاهد في‏العالم شيئا الّا و رأي اللَّه فيه او قبله او بعده بل‏تري جميع الموجودات اظلالا و افياء للوجود البَحت البسيط الحق تعالي شأنه و تصير مترنّماً بشراشر وجوده ان لا موجود الا اللَّه و لا هو الاّ هو.

 وجه التسمية   و قد قيل في وجه التسمية به اقوال كثيرة فقال بعض انّه مشتقّ من الصوف لانّ بعض المتصوّفة في القرون الاولي قد لبسوا الصوف لخشونته لا تعاب البدن و ارتياض النفس و لكونه دليلا علي عدم العلاقة بالمادّيات و هو كان ارخص و انزل الالبسة و اكثر فلاسفة الغرب و مستشرقيهم منهم ادوار براون (۴۵) الانجليزي ارتضوا هذا القول و يؤيّده الاشعار الدالّة علي ذلك كما انّ كلمة «خرقه‏پوش و پشمينه‏پوش» المذكورتان في الفارسية تدلّان عليه.

 و قال جمع انّه مشتق من الصفا كما قال الشاعر:

تنازع‏الناس في‏الصوفي‏و اختلفوا        فيه فظنّوه مشتقا من الصوف

و لست امنح هذا الاسم غيرفتي       صافي‏وصوفي‏حتي‏سمي‏الصوفي

 و هؤلاء يقولون كلمة الصوفي منقولة من الفعل الي الاسم و هو في‏الاصل مجهول من المفاعلة والتصوّف صار مشتقاً منه والعارف الشهير الايراني باباطاهر العريان رحمةاللَّه عليه ايضا قال به في كلماته القصار بالعربية.

 و اعتقد بعض اخر انّه مشتق من الصُفّه لانّ هذا المذهب ظهر اولاً من اصحاب الصفة و هم جمع من صحابة الرّسول (ص) كانوا زاهداً و سكنوا في صفّة المسجد و لم تكن لهم علائق دنيوية والصوفي علي هذا كان في‏الاصل صُفّيّا بضم الصّاد و تشديد الفاء و منسوباً الي الصفّه فصار لكثرة الاستعمال صوفيا و انقلب الفاء الاول واواً. و قال عدّة اخري من‏الصوفانة و هي نبت رقيق قصير او هي البقل و لمّا كان بعض الصوفية يقنعون من الدنيا بنبات البرّ اطلق عليهم هذه الكلمة.

 و عند بعض هو مشتق من صوفة القفا و هي الشعر النابت خلف الرأس يكون ليناً ناعماً و لمّا كان خلق الصوفية في‏اللين مثل هذا الشعر سمّوا به.

 و قال القشيري في‏الرسالة القشيرية انّه من الصفو مأخوذاً من حديث ابي جحيفه عن الرسول (ص) انّه قال ذهب صفو الدنيا و بقي الكدر فالموت اليوم تحفة لكل مسلم. والصفو زبدة الشي‏ء.

 و قال العارف الشيرواني رحمة اللَّه عليه في كتاب كشف المعارف انّه مأخوذ من صفو المال اي المنتخب و المصفّي منها لانّ هذه الطائفة بعدالنبي و اوصيائه صفوة الخلق و لذا سمّوا به.

 واعتقد بعض انّه معرّب سوفيست الكلمة اليونانية بمعني العالم النحرير و ذلك انمّا دخل في‏اللغة العربية كما انّ كلمة فيلسوف معربة فيلوزوف اي محبّ العلم و لفظ التصوّف ايضاً شبيه بكلمة تئوزوفي اي العلم باللَّه و انا اظنّ انّ هذا القول اقرب الي القبول والصحة.

 ظهور التصوّف  و قد اختلف ايضا في مبدأ التصوّف و انّه في اي قوم ظهر ابتداء فقال جمع انّ اول قوم ظهر فيهم عقائد التصوّف الهنود لانّهم كانوا راغبين بالزهد و ترك الدنيا والانصراف عن المادّيات و لا سيّما مذهب البودائيين والتصوّف ايضا يرشد الي ذلك و يؤيّد ذلك مشابهة بعض اصطلاحات البودائيين والصوفية كما انّ اصطلاح نيروانا و هو الفناء الذي كان المقصد الحقيقي في‏السلوك عند بودايشبه ما اصطلحه العرفاء الصوفيه في‏الاسلام و هوا الفناء المنقسم الي‏المحو والطمس والمحق اي الفناء في‏الافعال والصفات والذات.

 و قال بعض اخر انّ التصوّف مأخوذ من تعاليم زردشت الرسول اوالحكيم الايراني الذي امر بمحبة جميع الموجودات والاحسان اليهم لانّ الموجودات كلّهم منسوبة الي يزدان و مخلوق له و محبته مستلزمة لمحبة كل ما نسب اليه و اساس التصوّف ايضا المحبة و امّا الامور الاخر فهي تابعة لازمة لها او من عوارضها.

 و اعتقد جمع انّه المستفيد من فلسفة الاشراق الّتي هي منسوبة الي افلاطون لانّه كما قال افلاطون طريق الوصول الي‏العوالم المجرّدة والانوار الاسفهبدية و معرفة الحق هوالعشق والاشراق كذلك اكابر الصوفية يقولون به و يعبّرون عنه بالجذبة كما قيل جذبة من جذبات الحق خير من عبادة ستين سنة.

 و ذكر بعض انّ مأخذ التصوّف هو تعاليم الافلاطونيين الحديثة و مكتب فلوطين الرومي (۴۶) و هو اول من اظهر عقائد التصوّف والعرفان و تفوّه به فانّ تعليمات افلاطون انمّا كان ممزوجاً بالبرهان والاشراق و اساسه فلسفة بقراط و لكن فلسفة فلوطين كانت اشراقا محضاً و كانت ممزوجة من فلسفة افلاطون والمذاهب الفلسفية الشرقية الايرانية و الهندية و لاهوت المسيح (ع) و مجموع تلك صار منشأ لظهور التصوّف و قال المستشرق فن كرومر الالماني (۴۷) ان قسم التحقيق والبحث من التصوّف كان مأخوذا من فلسفة اليونانيين و قسم الاشراق والمكاشفة منه مأخوذ من مذاهب الهنود و لا سيّما الفلسفة المعروفة ودانتا.

 و لكن التحقيق عندي انّه كما لم يعلم الي الآن مبدأ صحيح زماني او مكاني لظهور الدين والفلسفة و كانتا ملازمتين لظهور الانسان لانّ البشر مازال مفطورا علي‏الخضوع والتعظيم بالنسبة الي خالقه و علي التفكر والخوض في كيفية وجوده و وجود العالم و سايرالموجودات كذلك روح التصوّف ايضاً كان ملازما فطريّا لروح الانسان و طبيعته، لانّ التصوّف عندنا هو حقيقة الدين لكونه روح الاستكمال و طلب الرقي و هو لازال بصدد استكمال النفس والتقرّب الي الخالق و كلّ من‏التاريخ والعقل والاستقراء حاكم بانّ البشر ما كان منفكّا من العقائد الدينية ابداً حتي الاقوام الوحشية و افراد البشر قبل التاريخ كانوا ذوي العقائد و القوانين الدينية. قصاري الامر انّ مذهب التوحيد كان مخصوصاً بعدة من الافراد والقبائل و ذلك ايضا مثل ساير الازمنة.

 و علي هذا لا يلزم في‏التصوّف أيضا ان ياخذه قوم اخر بل كلّهم اخذوا من منبع واحد و هو الالهام الروحي في الداخل و في‏العالم الصغير والانبياء و خلفائهم الذين كانوا هداة الي اللَّه في العالم الكبير.

 ظهور كلمة الصوفي  واختلف ايضاً في مبدأ استعمال هذه الكلمة، فقال جمع انّه كان شايعاً في صدر الاسلام من النبي (ص) حتي انّه روي المولوي البلخي الخراساني عليه الرحمة في‏المثنوي عن‏النبي (ص) انه قال: «من اراد ان يجلس مع اللَّه فليجلس مع اهل التصوّف.» و روي ابن ابي‏جمهور اللحساوي العالم العارف الشيعي عن اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب (ع) انه قال: «التصوف اربعة احرف تاء و صاد و واو وفاء، التاء ترك و توبة و تقي، والصاد صبر و صدق و صفاء، و الواو ورد و ودّ و وفا، و الفاء فرد و فقر و فنا» و قد ذكر في كتاب اللمع في التصوف تأليف عبداللَّه بن علي السرّاج الطوسي، ما هذا مضمونه و خلاصته «من قال انّ هذا اللفظ من محدثات اهل البغداد فقد اخطأ لانّه كان مستعملا في زمن الحسن البصري ايضاً لما نقل عنه انّه قال «رأيت صوفيا عند الطواف» و ايضا مذكور في هذا الكتاب انّه نقل في كتاب كان فيه ذكر اخبار مكّة عن محمّد بن اسحق بن يسارو غيره «انه ربما كان قبل الاسلام لم يجيي‏ء احد لطواف الكعبة الاصوفي من البلاد البعيدة كان يزور الحرم و يطوف ثم يرجع» و في كتاب قابوسنامه تأليف عنصرالمعالي ابن شرف المعالي ابن شمس المعالي «ان اول من اطلق عليه لفظ الصوفي عزير النبي».

 و قال جمع من المحقّقين ان هذا اللفظ اشتهر في اواسط القرن الثاني من الهجرة و اول من اشتهر به ابوهاشم الكوفي المتوفّي في سنة مأة و خمس و خمسين في سوريا، و ذكر المولي عبدالرّحمن الجامي ايضاً في كتاب نفحات الانس شرحا مبسوطا من القشعري ثم ذكر «انّ هذا اللفظ اطلق ابتداء علي ابي‏هاشم الكوفي» و قال به ايضا ابن خلدون والشيخ ابوالقاسم القشيري و مذكور في ترجمة طبعت بوسيلة لوئي ماسينيون (۴۸) المستشرق المعروف الفرنساوي «و لم يكن السالكون في الطريق الي اللَّه في‏الاعصار السابقة والقرون الاولي يعرفون باسم التّصوف و انمّا الصوفي لفظ اشتهر في‏القرن الثالث و اوّل من سمّي ببغداد بهذا الاسم عبدك الصوفي و هو من كبار المشايخ و قدمائهم و كان قبل بشر بن الحارث الحافي والسري بن مغلس السّقطي».

 بعض المشهورين من‏المتكلّمين بالتصوّف قيل اول من تكلّم بالتصوّف و اشاعه ابوالفيض ثوبان بن ابراهيم المعروف بذي النون و اول من تكلّم عنه ببغداد ابوحمزة محمّد بن ابراهيم البغدادي و اول من تكلّم في‏الفناء و مقاماته و احواله ابوسعيد الخرّاز البغدادي من تلامذة ذي النون ثم شيخ الطائفة ابوالقاسم جنيد البغدادي جمع عقائد التصوّف و حرّره، و من تلامذته الشيخ ابوبكر الشبلي اشاعه و تكلّم به علي سبيل الوعظ في‏المنبر، و اما الحسين بن منصور الحلاج فقد ظهر منه بعض الشطحيّات و صار سببا لتكفيره حتي افتوا بقتله و صلب ببغداد في سنة ۳۰۹ من الهجرة و لما كان التفوّه ببعض الشطحيّات التي يلزم للسالك الي‏اللَّه العبور عنها و تركها لكونها مخالفا لظواهر الشرع نهي العرفاء الكاملون عن التفوّه بها، كما صرّح بها عبداللَّه بن علي السرّاج الطوسي في كتاب اللّمع و محمّد بن حسين السلمي النيشابوري في كتاب الغلطات و الغزّالي في احياء العلوم.

 و من الكتب المشهورة في التصوف في القرن الخامس من الهجرة الرسالة القشيريه تأليف ابي‏القاسم عبدالكريم بن هوازن القشيري المتوفي سنة اربعمائة و خمس و ستين.

 و امّا في القرن السادس والسابع فنهضة التصوّف والعرفان و شيوعهما كانت في اوج الكمال والترقّي و ظهر رجال كثير من كبار الصوفية مثل الشيخ الجليل محي الدين العربي الاندلسي و الّف مؤلفات كثيرة في هذا المذهب صارت اشهر الكتب المدوّنة في‏العرفان مثل فصوص الحكم و الفتوحات المكّية و تفسير القرآن و انشاء الدّوائر و غيرها و تلميذه الشيخ صدرالدّين القونوي ايضا كان من كبار الصوفية و الّف كتبا مثل مفتاح غيب الجمع والوجود والنصوص والفكوك والنفحات الالهية ثم الشيخ فخرالدّين العراقي صاحب كتاب اللمعات قد حذا حذوه.

 امّا مولانا جلال‏الدّين البلخي الخراساني فهو من اكبر الصوفية و اشهرهم و جديربان يفتخر به جميع اهل التصوّف في‏الاسلام و يتلو تلوه الشيخ فريدالدّين عطّار النيشابوري الذي كان زمانه مقدّما علي المولوي البلخي الخراساني قد ادرك صحبته في صباوته.

 و من المشهورين من الصوفيه في الشيعة السيد نعمة اللَّه الكرماني الماهاني الذي تكون الطريقة النعمة اللّهية امّ السلاسل في‏الشيعة منسوبة اليه و قد بلغ مؤلفاته علي ما ذكره صاحب رياض العارفين الي ثلاثمأة مجلد. و كان تولده في رجب سنة سبعمأة و ثلاثون و علي ما نقل عنه سبعمأة واحد و ثلاثون (۴۹) و قد توفّي في رجب سنة ثمانمأة و اربع و ثلاثين.

 والصوفية من الشيعة بعد السيّد نعمة اللَّه اتبّعوا طريقه و سيرته غالبا و مؤلفاتهم علي سبك مؤلفاته منهم الحاج محمّد جعفر قراگزلو الهمداني الذي كان من كبار العلماء والعرفاء في القرن السابق و الّف كتبا بالفارسية منها مراحل السالكين و مرآة الحق، و منهم الحاج زين العابدين الشيرواني و هو ايضاً من المتبحرين في‏العلوم العقلية والنقلية و قد ساح سنين كثيرة و صحب الطوائف المختلفة من‏المسلمين و له مؤلّفات، بستان السياحة و رياض السياحة و حدائق السياحة و كشف المعارف قد توفّي في سنة الف و مأتين و ثلاث و خمسين، و منهم الحاج مولاسلطان محمّد الجنابذي العالم العارف الشهير في هذاالقرن الرابع عشر من الهجرة جدّي الاعلي الذي قد اشتهر في جامعة التشيّع بالدهاء والنبوغ و كان شيخ السجادة في الطريقة النعمة اللّهية في عصره، و له تأليفات كثيرة في‏العلوم الادبية والفلسفية والدينية والعرفان و اشهر مؤلفاته في‏العرفان التفسير الموسوم بيان السعادة الذي هو تفسير كبير للقرآن المجيد بالعربية جمع فيه رموز العرفان و دقائق الحكمة و نكات الادب و اسرارالاحكام و من مؤلفاته بالفارسية سعادتنامه و ولايتنامه و مجمع‏السعادة و بشارة المؤمنين و تنبيه النائمين و التوضيح و الايضاح و هما شرحان علي‏الكلمات القصار المنقولة من باباطاهر العريان الاول بالفارسية والثاني بالعربية. و سيرته في‏التحرير الجمع بين المعقول والمنقول و تطبيق اسرار السلوك علي الاحاديث المرويّة من‏النبي (ص) و اهل بيته (ع). كان ولادته في جمادي‏الاولي ۱۲۵۱ و قتل في السادس والعشرين من شهر ربيع‏الاول سنة الف و ثلاثمأة و سبع و عشرين.

 و اشهر تأليف في‏التصوّف بالفارسي اخيرا الرسالة الموسومة صالحية الذي الّفه الجدّ الامجد الحاج ملّاعلي نورعليشاه ابن الحاج مولا سلطان‏محمّد و خليفته، باسم والدي الجليل المولا صالح‏عليشاه ادام اللَّه بقائه (۵۰) الشريف و قد جمع فيه دقائق اسرارالتوحيد و العوالم النزولية و الصعودية و حقيقة الانسان والسلوك الي‏اللَّه و ذكر فيه اسرار الاحكام الشرعية مع التطبيق علي رموز السلوك والعرفان، و هو قد تولّد في ربيع‏الثاني ۱۲۸۴ و مات مسموما في‏الخامس عشر من ربيع‏الاول سنة الف و ثلاثمأة و سبع و ثلاثين.

 التوجه الي اللَّه  المقصد الاعلي والمنظور الاسني للتصوّف توجه الانسان بشراشره الي اللَّه و انسلاخ النفس عمّا سواه و قطع العلاقة قلبا عن المادّيات. السالك الي‏اللَّه يجب ان يعتقد انّ اللَّه حاضر و ناظر في جميع الامكنة والازمنة و محيط بجميع الاشياء و لا يخلو ذرّة منه و في كل شي‏ء له آية تدلّ علي انّه واحد و يجتهد في ذلك حتي يصل الي مقام يشاهد هذا المعني بالبصيرة القلبية و يري فناء جميع الاشياء حتي ذاته في جنب اللَّه و لا يري موجود الّا اللَّه و في هذا المقام لا يري احدا في‏الدار غيره و لهذا الامر ثلاث مراتب: الاولي التوحيد الافعالي و هو ان لا يري فعلا في هذا العالم الا بحول اللَّه و قوّته و يقول بلسان حاله لا حول و لا قوة الا باللَّه، و بعدها التوحيد الصفاتي و هو ان يري جميع الصفات من اللَّه في مظهر اللطف والقهر و بلسان حاله يقول لااله الااللَّه ثم يرتقي تدريجا من هذا المقام الي التوحيد الذاتي و هو ان يفني في جنب ذات اللَّه و يري جميع الموجودات فانيا غيراللَّه و يقول لا هو الا هو.

 وحدة الوجود   و في هذا المقام ظهر عقيدة وحدة الوجود الّتي نشأت من شهود الفناء التامّ للموجودات و بقاء الوجه الالهي فقط، الّذي هو قرّة عين العارفين و مقصد السلوك ثم ظهر بعدا بلباس الفلسفة و صار من مباحث الحكمة الالهية و صارت الفلاسفة باحثين عنه و استدلّوا عليه بالادلّة الفلسفية و اطلقوا عليه مسئلة وحدة الوجود و هو غير ما توهّم العوام منه حيث ظنّوا ان‏الاعتقاد به يستلزم الكفر اوالشرك، لاستلزامه ان نقول كل موجود هواللَّه فانه لا يقول به احد فضلا عن العاقل او المؤمن الموحّد، بل‏المقصود ان الوجود الحقيقي و بسيط الحقيقة هو حقيقة جميع الموجودات من حيث الوجود لا من حيث التعينّات الشخصية و ليس عكسه، لانّ وجودهم اثر و ظهور من وجوده و ظلّ له بل وجود جميع الموجودات كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء لانّ جميع‏الموجودات بسيط الحقيقة. والاراء في كيفية وحدة الوجود مختلفة باختلاف شهودالسالكين فانّ بعضهم قد شاهدوا الصفات اللطفية و معه الحق و رآه محيطاً بجميع الموجودات و متجلياً في جميع الاطوار والعوالم و لم ير موجوداً سوي الوجود الحقيقي له تعالي في‏الاطوار المختلفة فقال بوحدة الوجود اطوارا. و بعض اخر قد شاهد جبروت الحق و عظمته و جلاله وصفة القهّارية و لم ير موجوداً في جنب جبروته و عظمته بل رأي وجوداتهم كسراب بقيعة و كظلّ لذي الظلّ فقال بوجود الموجودات ظلّيا و بوحدة الوجود افياء.

 و ارتقي بعض من هذا المقام و صار مجذوبا بحيث لم ير لغيره وجوداً اصلا الّا بالوهم والخيال و مثل ما رآه الاحول فقال بانّ وجود الموجودات انّما هو وهم صرف لنا و من خطايا الواهمة كما قيل:

كل ما في‏الكون وهم او خيال         او عكوس في مرايا او ظلال

 و ظهر اقوال اخر ايضاً غير هذه باختلاف المكاشفات والمشاهدات و بعد ظهور هذه المشاهدات والتفوّه به، وقع في مرحلة التحرير و اخذ كل من الفلاسفة الاشراقيين واحداً من هذه و جعله قولا و ظهرالسعة في الاقوال، لكن ليس الاختلاف في‏الحقيقة الا باختلاف الكشف و الشهود و كل من هذه العقايد في‏الواقع صحيح و مطابق لشهود من شاهده بالبصيرة، والاختلاف انما هو في مرحلة التحرير والبحث كما قال المولوي:

چونكه بيرنگي اسير رنگ شد         موسيئي با موسيئي در جنگ شد

چون به‏بيرنگي رسي،كان داشتي        موسي و فرعون كردند آشتي (۵۱)

 

التصوّف و الاخلاق   و لا بدان نعلم انّ التصوّف مستلزم لحفظ الظواهر الشرعية لانّ اللبّ لا يمكن نموّه و بقائه بدون القشر فلازم للصوفي ان يعمل بالظواهر و يكون بصدد امتثال جميع الاوامر والنواهي، لانّ كلّ من كان اقرب الي‏اللَّه فهو اولي لاطاعة اوامراللَّه قُلْ اِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوني (۵۲) و لمّا كان التصوّف في كلّ مذهب تجلّي بلباس هذا المذهب فلذا كان التصوّف في ديانة المسيح (ع) ملازما للرّهبانية و لكنّ التصوّف في‏الاسلام يكون مطابقا لما قرّره محمّد رسول اللَّه (ص) بل كان حقيقة حاله، لذا يكون التصوّف الكامل في‏الاسلام ملازما للجمع بين الظاهر والباطن والشريعة والطريقة مخالفاً للرهبانية و ترك‏الدنيا بل يأمر بالاجتماع و الدخول في‏الجامعة و اعانة افرادها والكسب. و في الاخلاق ايضاً يتّبع اوامرالرسول و يحذ و حذوه. فحسن الخلق في ‏التصوّف الاسلامي غير ما كان عليه صوفية الهند و ايران و ديانة المسيح بل الصوفي الحقيقي مسلم قرآني تابع لاوامر القرآن طابق النعل بالنعل.

 و مراحل النفس الانسانية في‏الاخلاق اربع: التخلية و التجلية والتحلية والفناء. التخلية عبارة عن ترك الرذائل و تطهير النفس من الادناس و الارجاس و تخلية القلب عن كل صفة أو خلق يكونان مخالفين للسلوك الي‏اللَّه. والتجلية عبارة عن تهيئةالقلب و تجليته لظهور الكمالات، والتحلية عبارة عن اتّصاف النفس بالكمالات الانسانية والصفات الحميدة النفسانية و ظهور الكمالات في القلب و تنورّه بها، والفناء استهلاك وجود السالك في نور الاحد والجبروت الاحدية حتي لا يري احدا غيراللَّه و هو ايضاً ذو ثلاث مراتب: المحو والطمس والمحق. المحو عبارة عن الفناء في‏الافعال بحيث يري السالك جميع‏الموجودات فعل الحق و آلة لفعله. والطمس الفناء الصفاتي و هو ان يري صفات الاحدية متجليا في جميع‏المراتب و يري جميع الخصائل مظهراً الصفاته، والمحق عبارة عن الفناء الكلّي حتي لا يري احداً الا اللَّه. و تكليف الاخلاق الفردية والاجتماعية في كل مرتبة بحسب هذه المرتبة.

 للسلوك مراحل مختلفة يعبّر عن كل منها بلسان العرفاء بالمقام و لكل مقام تكليف و حكم غيرمقام الاخر، والمراد من الاحوال في اصطلاح الصوفية، المعاني الواردة من الغيب علي قلب السالك من غير دخالة ارادته و اختياره. والحالات والمقامات كثيرة بعدد نفوس السّلاك و لما كان حكم كل مقام و حال غير حكم المقامات والاحوال الاخر فلازم لكل سالك ان يسترحاله و مقامه من غيره و لا يتفوّه بما يشاهده لانّه ربّما يكون مضراً لحال غيره و لذا ورد في احاديث اهل البيت من طريق الشيعة لو علم ابوذر ما في قلب سلمان لكفره.

الطريقة النعمة اللهية   و كل ما قلناه يكون في‏الطريقة النعمة اللهية معمولا و مشايخنا لا زالوا يأمرون به و هذه الطريقة امّ السلاسل في الشيعة و يتّصل مضبوطة الي الائمة المعصومين من ولد الرسول (ص) الّذين هم اهل بيت الرسالة و معدن الوحي والحكمة و اصل التصوّف والعرفان.

 و وجه التسمية بهذا الاسم اتصالها الي العارف الشهير السّيد نعمةاللَّه الولي الماهاني الكرماني و هو اخذ الخرقة من الشيخ عبداللَّه اليافعي و يتصل مضبوطا الي الجنيد البغدادي و سلسلة اجازة الطريقة بعد السّيد ايضا مضبوطة الي الآن والذكر المعمول والمأمور به في هذه الطريقة الذكر الخفي.

 و من مختصات هذه السلسلة ثلاث: الاول التقيّد بآداب الشريعة و حفظ الظواهر والمراقبة للعمل بالاحكام الدينية لهذا يكون السماع عندهم ممنوعة، لانّه قد يكون مع الامور المخالفة لظواهر الشرع و لانّ الصوفي لازم ان يكون وجده و سماعه في قلبه و باطنه بحيث لا يحتاج الي محرّك خارجي كما قال المولوي عليه الرحمة:

باده از ما مست شد، ني ما از او             قالب از ما هست شد، ني ما از او (۵۳)

 و ما لم يستكمل الشرع والآداب الشرعية لا يكمل الطريقة و آداب القلب.

 الثاني التقيّد بالكسب لانّ الكاسب حبيب اللَّه والانسان يحتاج في‏الدنيا و معاشه فيها الي الاكل والشرب واللبس والمسكن و لازم عليه الجدّ في طلبها، و هو امّا من طريق الكسب او السرقة او السؤال والثاني والثالث حرامان شرعا و عقلا فبقي الاول. والكسب لا ينافي التوكّل لانّ التوكّل انقطاع القلب في طلب الامور من غيراللَّه والتوجّه اليه و هوالشاكلة التي اشار اليها بقوله تعالي: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ (۵۴) و امّا السعي والعمل فهما من عمل الاعضاء والجوارح و لازم ان يستعملها الانسان و يكون قلبه مع ذلك متوجها الي‏اللَّه و قال تعالي: لَيْسَ لِلْاِنْسانِ اِلّا ما سَعي (۵۵) و هذا شامل للسعي في‏الامور الدنيوية والاخروية والملة البيضاء الشريعة المحمدية جامعة للظاهر والباطن والدنيا والاخرة و لا يكون بينهما تناف بل امر بالجمع باشتغال القلب بذكراللَّه و اشتغال الجوارح بالاعمال الظاهرة الشرعية و في غير مواقع العبادة بالامور الدنيوية، و لذا كان مشايخنا جميعا مشتغلين بشغل دنيوي لامرار معاشهم والتوسعة علي عيالهم مع التصدّي لامور الارشاد و توجّه القلب الي‏اللَّه.

 والثالث عدم التقيّد بزي مخصوص و لباس خاص فانّ اكثر طوائف الصوفية كانوا بزي مخصوص و خرقة مخصوصة و امّا في‏الطريقة النعمة اللهية فلا يلزم التلبس بلباس خاص لان لِباسُ التَّقْوي ذَلِكَ خَيْرٌ (۵۶) و اِنَّ اَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ اَتْقيكُمْ (۵۷) و هذا يمكن في كل لباس سواء فيه لباس اهل الحرف او اهل العلم او الجندي و اهل الحرب و غيرذلك.

 وليعلم ان الصوفية التابعين لهذه الطريقة يقولون بلزوم اجازة اللاحق من السابق في‏الامور الدينية و تلقين الاذكار و ما لم يكن هذه الاجازة لا يجوز التصدّي لهذه الامور، و لهذا كانت سلسلة الاجازة من هذا الزمان مضبوطة الي الائمة المعصومين الي زمن النبي (ص) و شيخ السجادة الآن في هذه الطريقة والدي الجليل المولي صالح عليشاه الجنابذي ادام اللَّه بقائه الشريف.

 

 ۴۴) مثنوي معنوي، دفتر اوّل، بيت ۳۸۰۲.

۴۵) دين جديدي مي‏آورد.

۴۶) حلال محمّد (ص) تا روز قيامت حلال است و حرام محمّد (ص) تا روز قيامت حرام است.

۴۷) سوره مائده، آيه ۶۷: اي پيامبر، آنچه {از پروردگارت} بر تو نازل شده است، {به مردم} برسان.

۴۸) كسي كه من مولاي او هستم، پس اين علي مولاي اوست.

۴۹) مثنوي معنوي، دفتر دوم، بيت ۸۱۵ .

۵۰) سوره مؤمنون، آيه ۵۳؛ سوره روم، آيه ۳۲: هر فرقه‏اي به هرچه داشت، دلخوش بود.

۵۱) اصول كافي، ج ۱، صص ۴۸ - ۹، ح ۳. (با كمي اختلاف)

۵۲) سوره عنكبوت، آيه ۶۹: كساني را كه در راه ما مجاهدت كنند، به راه‏هاي خاصّ خويش هدايتشان مي‏كنيم.

۵۳) اصل شعر مربوط به خواجه حافظ شيرازي و بدين‏گونه است: «پير ما گفت خطا در قلم صنع نرفت».

۵۴) سوره بقره، آيه ۲۵۵: به چيزي از علم او، احاطه و آگاهي نيابند مگر آنچه خود بخواهد.

۵۵) سوره اسراء، آيه ۸۵ : و شما را جز اندك دانشي نداده‏اند.

۵۶) سوره اعراف، آيه ۲۶: جامه پرهيزگاري از هر جامه‏اي بهتر است و اين از آيات خداست، باشد كه پند گيرند.

۵۷) در اسلام رهبانيّت و ترك دنيا نيست.

 

              

صفحه اصلي - سلسله اولياء - كتب عرفاني - پند صالح - تصاوير - بيانيه‌ها - پيوند - جستجو - يادبود - مكاتبه - نقشه سايت - اعلانات

استفاده و كپی برداری از منابع، مطالب، محتوی و شكل این سایت با رعایت امانت و درستی آزاد است.

تصوف ايران ۱۳۸۵

Home - Mystics Order - Mystical Books - Salih's Advice - Pictures - Declarations - Links - Search - Guestbook - Correspondence - Site Map - Announcements

Use of the form and content of this site is free, but subject to honesty.

Sufism.ir 2007