۱۳- ما هو عقیدتهم فی الجبرو التفویض؟

 

قلنا و أجبنا کراراً في جواب السئولات: ان العرفاء و سالکی الطریقة فی السلسة العلیة النعمة الیلة «الجنابذی» العنابادی ما عندهم من العقیدة و الاعمال وصل من الائمة (ع) و لاغیر و یقولون ان دم الذی وصل الینا هو من الآدم ففی الجبروا التفویض ایضاً یعتدون بما یفهم من ایات القرآن و مصادر العصمة و اهل بیت الطهارة و اسرة الرسالة.

فی المذهب الاسلامی عقائد مختلفة فی موضوع الجبروا لتفویض قال ابوالحسن الاشعري مؤسس مذهب الاشعری بان افعال العباد هی بقدرة الله و خلقته و لا تأثیر للعباد أنفسهم. بل هو مقدرٌ من جانب الله الذی اَوجَدَ القدرة و اعْطَی الاختیار لِعبده و جعل افعاله مقازنناً بهذه القدرة.

و الجهمیة تبعة جهم بن صفوان يجاوزون هذا الحد و قالوا لاقدرة و لا ختیار للعبد بل هو مجبورٌ فی کل الموارد.

قال قاضی ابوبکر من کبار المتکلمین أن نفس العمل بقدرة الله ولکن کونه طاعة أومعصیة کالصلاه-و القصوم و... و شرب الخمر و ... من قدرة العبد. و یعتقد الشیخ ابواسحق اسفرانینی ان الموثر فی الاعمال هو کل قدرة الله و العبد معاً و اثنان من تلامیذه اعنی امام الحرمین و ابوالحسن بصری قالا بان افعال العباد بالقدرة الّتي أوجد الله في العبد. قال المعتزله تبعة و اصل بن عطا: ان العبد یوجد القدرة التکونینة لافعاله مستغنیاً من تدخل ارادة الله و الله خلق العبد و اعظاه قدرة تکوینیة و اختیاراً فیضعل ما یشاء فقول الا شعری و الجهمیة جبر محض و عقیدة المعتزلة تفویض محض ان العرفاء و الفقهاء و الفلسفة الامامیة الاثنا عشریة یعتقدون بما قال المعصومون (ع) و هو اَمْرٌ مَبْنَ الاَمْرَیْنِ: لا الجَبْرَ وَ لا تَفْویضَ بَل اَمْرٌ بَیْنَ الاَمْرَیْنِ. و  هذا هو العقیدة الصحیحة الّتی تثبت بالادلة العقیلیة و الأخبار و الایات و  استند الجبریون و التفویضیون الی آیاتٍ من القرآن الکریم: ایضاً و لکن الایات و الاَخبار تناسب بالعقائد الشیعیة. فبیانه اجمالاً ان الافعال الاختیاریة مبتنیة علی مقدمات داخلیة و اسباب خارجیة لان الفعل اذا صدر من الفاعل ابتداءً یتصوره فی ذهنیه ثم ینظر الی غایته و نتیجته فان کانت نافعة فیصدقها ثم یمیل الیها و یعزم و یرید و یعمل بها بجوارحه. ان ظهور التصور و التصدیق فی ذهنه ابتداءً القاه الله في مخیلته ففاعله هو الله و لااختیار له. فأرادته و  اختیاره بکون بامر الله تعالی. یعنی ان المقدمات الداخلیة بارادة الله و لاجبر محض و لا تفویض محض لان کون العبد مختارا هو مشهودٌ و مشهودٌ. اما معنی الجبر هو سلب الأختیار من العبد وسلب ارادته مطلقا و هذا لا یضح و معنی التفویض کونه مختاراً مطلقاً من دونِ ارادة الله و هذا لایصح ایضاً. فالموضوع اَدق من هذا.

لان فاعل الحقیقی هو ذات الحق تعالی شانه و اوجد الارادة فی العباد فظهر و تجلی منهم کظهور الانوار المختلفة من الزجاجات الملونة و النور الاصلی واحد من الشمس فقط و الزجاج و سیلة: ما رَمَیْتَ اِذْرَمَینتَ وَ لکن الله رمی.

اشارة الی هذا.

قال حکیم الخواجه نصیرالدین الطوسی ان ارادة العبد هی علة قریبة للفعل و ارادة الحق هی علة بعیدة. الاشاعرة نظروا الی العلة البعیدة فقالوا بالجبر و المعتزلة توجهوا الی العلة القریبة فقالوا بالتفویض و لایضح لانه یجب النظر الی العلتین کلتیهما.

بعبارة عرفانیة اخری: من لم یتوجة بالعالم المعنی و غار فی المادیات فقط فهو یظنّ انه مستقل و یتصور کل فعل و شیئ من نفسه فهو قائل بالتفویض.

اما من قال بان تصور و ارادة و فعله من جانب الحق مطلقاً لا استقلال له و لا اختیار فهو قائل بالجبر. فالنتیجة اما جذب محض و اما سلوک محض و لیس کذالک لان الفاعل الذاتی هو الله و العبد هو وسیلة التجلی و مظهرهُ بجوارحه.

ان رمینا فلیس الرّمی منا- و نحن اوتار و الرامی هو الله نحن کلنا اسد و لکن اسدالعلم- و هجومنا من الریح لحطة بلحظة هجو مناظاهر الریح لایری- فالنفس فداء الذی لایری بابیض ظاهریَة هذا هو معنی التوحید الافعالی الذی لا موثر فی الوجود الا الله و لا حَولَ وَ لا قوَةَ الا اللهِ. ثم التوحید الصفاتی الذی ان الصفات الحسنة و الاسماء الحسنی الله تعالی. الحمد الله نیحصر بذاته: لا اله الا الله. لایری العبد فی العالم موجوداً حقیقتاً الا ذاته تعالی: لا هو الا هو. فالعبد قبل دخوله فی التوحید الافعالی یتصور التفویض و الاستقلال و الاختیار لنفسهِ. و اذا بلغ الی حدلم یر فی العالم موثراً الا الله و حذف انانیته و وصل الی الفناء فی الاسماء و الصفات ثم الفناء فی الذات ینسب کلما یصدرعنه من الافعال و الصفات الی الحق فهذا معنی امرٌ بین الامرین.

اما المعاصی فیصدر من العبد لبعده عن الحق تعالی و لیس بارادة الله بل بارادة العبد. مثلا اذالم ترالعین فانتقص من العین لا من الروح لان الروح تفیض ولکن العین ناقص. روی محمد بن احمد الوشاء عن الرضاء (ع) قال: سَاَلْتَهُ فَقُلْتَ: الله فَوَّضَ الْأَمْرَ اِلی الْعِبادِ. قال: اللهُ عَزَّ مِنْ ذالِکَ قُلَتُ: و جَبَرَهُمْ عَلَی المعاصی. قال: الله اَعْدَلُ وَ  اَحْکَمُ مِنْ ذالکَ ثُمَّ قال (ع) قال الله: یا بن آدَمَ اَنَا اَوْلی بَحَسَناتِکَ مِنْکَ وَ اَنْتَ اَولی بِسَیّاتکَ مِنّی عَمِلْتَ المعاضی بقوّتی التی جَعَلَتها فیک اصول الکافي الکتاب التوحید کتاب الجبرو القدر- احادیث الثالث من یونس بن عبد الرحمن عن الباقر و الصادق علیهما السلام: ان الله تعالی ارحَمَ بخلقه من اَنْ یُجْبِرَ خَلْقَهُ علی الذنوب ثم یُعَذِّبِهُمْ عَلَیْها وَ اِنَّهُ اَعَزَ مِنْ اَنْ یرَیدَ اَمْراً فلا یکونُ. قال فُسئَلا (ع). هَل بَیْنَ الْجَبْرِوَ القَدْرِ مَنْزِلَة ثالِثَةٌ؟ قالَ نَعَمْ اوسَعُ مِما بَیْنَ السَماءِ الْاَرْضِ. نَظَرُ الْمَترجِمِ: انَّ الله خَلَقَ عِبادَهُ وَ اعْطاهُ قَدْرَةْ العَمَلِ و کذالک اَعْطاهُمُ الأختیارَ و تشخیص الحَسنِ مَنَ السیئ-

 

نقل از رساله رفع شبهات، تألیف: حضرت آقای حاج سلطانحسین تابنده رضاعلیشاه ثانی قدس سرّه سبحانی، چاپ پنجم، تهران، انتشارات حقیقت، ۱۳۷۷.